في الوقت الذي أصبحت انتظارات الدول كبيرة في اعتماد نماذج تنموية قادرة على مواجهة التحديات المطروحة الشيء الذي يستوجب التفكير في اعتماد نماذج تنموية بديلة ومستدامة، قام المغرب بإعادة النظر في الاسس التي توجه سياساته الاقتصادية وذلك حتى تتمكن من جهة، من خلق الثروة وإحداث فرص الشغل وتعزيز التماسك الاجتماعي ومن جهة أخرى، الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الوطنية والمسارات الخاصة به. فعلى الرغم من الظرفية العالمية المتأزمة، استطاع المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أن يؤسس لنموذج تنموي مبني على تعزيز الديمقراطية وتقوية اسس نمو اقتصادي مستدام يستهدف التنمية البشرية.
هذا التوجه الجديد الذي حاول إعادة النظر في النموذج التنموي المعتمد منذ سنوات، وتدارك الصعوبات والاختلالات عن طريق تسريع الإصلاحات الهيكلية، ووضع برامج من شأنها أن تمكن من النهوض بالتنمية البشرية ومحاربة الفقر والاقصاء خاصة من خلال السياسات الاجتماعية وبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية وبرنامج تنمية المناطق القروية والجبلية.
ومن أجل فتح نقاش علمي أكاديمي حول هذا النموذج التنموي الجديد ومدى استجابته للتحديات المذكورة، تنظم جامعة محمد الأول بوجدة بشراكة مع المركز المغربي للأبحاث والدراسات في العلوم الاجتماعية ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة مؤتمرا دوليا تحت عنوان ” النموذج التنموي الجديد: فرصة جديدة للإقلاع الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب” يومي الخميس والجمعة 25 و26 نونبر 2021 بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة.
وسيشكل هذا المؤتمر فرصة لفتح نقاش علمي أكاديمي حول برامج النموذج التنموي الجديد والفرص التي يمكن ان يخلقها هذا الأخير من أجل خلق إقلاع اقتصادي واجتماعي بالمغرب قادر على خلق الثروة وإحداث فرص الشغل وتعزيز التماسك الاجتماعي، كما سيمكن من تقديم الممارسات الحديثة التي اتى بها هذا النموذج الجديد وأثرها على التنمية المستدامة. وسيشارك في هذا المؤتمر أعضاء من اللجنة الخاصة للنموذج التنموي بالإضافة إلى ثلة من الخبراء والأكاديميين والباحثين بمختلف الجامعات المغربية. وسيتمحور النقاش حول محاور أساسية من قبيل ريادة الاعمال، التنافسية والذكاء الترابي، الرأسمال البشري، الادماج الحماية الاجتماعية، الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الرقمنة، وإصلاح الإدارة العمومية والنظام الصحي.