تم قبل أيام قليلة بدبي على هامش أشغال قمة الإعلام العربي، الإعلان عن نتائج تقرير حول “حال صناعة البودكاست في العالم العربي”، حيث أُعد بالتعاون مع نخبة من أبرز صناع المحتوى الصوتي الرقمي في 11 دولة عربية.
بدأت الفكرة، حسب المسؤولين، من خلال عصف ذهني على هامش أعمال الدورة الثالثة لـ”دبي بودفست”، والذي يعد أكبر تجمع عربي لصناع البودكاست. والتقرير هو بمثابة الخطوة الأولى لمرحلة جديدة لصناعة المحتوى الصوتي الرقمي العربي، حيث يضع الخطوط العريضة لأبرز التحديات التي تواجه القطاع والفرص التي تنتظره، وهو ما سيعين على تحديد الخطوات العملية اللازمة للبدء في إعطاء صناعة البودكاست دفعة حقيقية إلى الأمام.
يروم تقرير “حال صناعة البودكاست في العالم العربي”، سد الفجوة وندرة التقارير والدراسـات المتخصصـة التي تبحث فــي هذه الصناعة فــي العالـم العربـي، وتهدف إلى طرح الرؤى والأفكار الداعمة لتطوير هذه الصناعة في العالم العربي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أي تحديات يواجهها صناع محتوى البودكاست العرب بغرض معالجتها بصورة صحيحة.
للإشارة، فإن صناعــة البودكاســت قد بدأت فــي الازدهار سنة 2014 عبر العالم؛ ففي أبريــل 2023، أبانت دراسة أنجزتها مؤسســة Demand Sage المتخصصــة فــي الخدمــات والاستشــارات فــي مجــال تكنولوجيــا المعلومــات- أن عــدد مســتمعي البودكاســت بلــغ عام 2023 نحــو 464.7 مليــون مــع 5 ملاييــن بودكاســت و70 مليــون حلقــة بودكاســت. وبالرغم من هذا النمو العالمي، إلا أن هذا القطاع ما زال يعرف عثرات على المستوى العربي.
اعتمدت الدراسة حول البودكاســت العربي البيانــات عبــر منهجيــة الأســاليب، التي تستخدم
الطريقتين الكميـة والنوعيـة، والتي تعد من أبرز وأنجــع الأنواع، لكونها تسمح بتكوين صـورة أكثــر
اكتمالا ومعرفة وتعمقـا بتصـورات ووجهـات نظــر المشاركين، والذين مثلوا الجنسـين بالعالم العربي(%53.33 ذكــورًا مقابــل %46.67 إناثــا) وتراوحت أعمارهم ما بين 18 و 59 سنة، كما ينحدرون من كل الدول العربية.
من جهة أخرى، كشفت الدراسة عن النقص اللافت فــي عـدد الدراسات والتقارير والمقالات والأبحاث المتخصصـة فـي موضـوع البودكاست على مســتوى العالــم العربــي، علـى الرغــم مـن انتشـار اســتخدامه والنمـو المطرد الذي عرفته هذه الصناعــة، حيث بينت النتائج أن البحث عن ”بودكاست“ و“عرب“ تشكل نسبة %0.012 فقط من إجمالي النتائج.
هذا وقد اتضح أن عدة تحديات تواجه صناعـة ومقدمـي البودكاسـت في العالم العربي، لعل أهمها ضــرورة ايجاد معايير لهــذه الصناعــة والمهنــة، والإستدامة الماليــة، وتحقيق الدخل، والإفتقــار إلــى التدريب المناسـب والكافي.
لذلك، فإن التقرير جاء ليضع بين يدي القائمين عليه مرجعا يحتوي على كافة المعلومات التي من شأنها أن تعين على تطوير صناعة المحتوى الصوتي، وذلك عبر كل ما يضمه من معلومات جمعت من المختصين بالمجال وعبر إجراء استطلاع رأي هَم عددا من المتخصصين والمتابعين للبودكاست في العالم العربي.
وهكذا، وبالنظر للنمو الذي تشهده صناعة البودكاست في الوقت الحالي، فقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها تحسين المجال وتطويره بالعالم العربي أهمها:
– إنشاء محتويات البودكاست العربي المتنوعة والإبداعية والمتخصصة، بالإضافة إلى مخزون غني مــن البيانات والمصـادر، شريطة أن تتمتع بالمصداقيـة، وذلك من أجل بناء خطاب بأساس جيد.
-ضرورة وضــع معاييـر ومبــادئ للحفــاظ علــى الجــودة وأفضــل الممارســات، خصوصا مــع ولوج المزيــد مــن الأشــخاص إلــى هــذه الصناعــة.
– توفيــر تداريــب لإعــداد وبنــاء جيــل جديــد متمكن مــن صُنّــاع محتــوى البودكاســت العــرب للانضمــام إلــى هــذه الصناعــة.
– إشـراك المزيـد مــن أصحاب المصلحة الرئيسـيين فــي صناعـة البودكاسـت العربـي مثل الموزعيــن ومجمّعــي المحتــوى، وبالتالي إنشـاء مزيـد مــن منصـات وتطبيقـات البودكاسـت التـي تلبـي احتياجـات وتوقعــات الجمهـور العربــي علــى وجــه الخصـوص.
– جمـع المزيد من البيانـات وإنجاز الدراسات لتحديد الاتجاهـات وتحقيق الأفكار ونشـر التطورات الاسـتراتيجية فـي صناعة البودكاسـت العربي.
– العمل على دعم صُنّاع محتوى البودكاست العربي، خصوصا الأجيال الأكبر سنا.
وللإشارة، فقد تم التوقيع خلال القمة على اتفاق بين
نادي دبي للصحافة وأزيد من 15 منصة متخصصة، من أجل إطلاق برنامج البودكاســت العربي ليحتضن جميع العاملين في هذا القطاع من شباب ومنصات، ويوفر للمنطقة العربية محتوى غنيا وثريا يحاكي الشارع العربي.
لطيفة بجو