تستعد مدينة طنجة لاستقبال فعاليات “ميدايز”، أحد المؤتمرات الدولية الكبرى التي تُعقد سنوياً وتجمع نخبة من القادة والمفكرين والسياسيين من جميع أنحاء العالم. إلا أن هذه المدينة، التي تتطلع إلى تسليط الأضواء عليها كمركز عالمي للقاءات الدبلوماسية والاقتصادية، لا تزال تعاني من تحديات كبيرة في بنيتها التحتية، لعل أبرزها هشاشة شبكة الطرقات التي تشهدها العديد من شوارعها.
ومع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر، تتزايد المخاوف من أن تعرقل الحالة المتردية للطرق في طنجة جهود المدينة في إبراز وجهها المشرق على الساحة الدولية. فعلى الرغم من الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة لتحسين البنية التحتية، إلا أن بعض المناطق، خصوصاً في الأحياء القديمة والأطراف، لا تزال تعاني من طرق غير معبدة أو تتعرض لأعطال متكررة، مما يؤثر على حركة المرور ويشكل عقبة أمام الزوار والمشاركين في المؤتمرات.
السكان المحليون يعبرون عن استيائهم من الوضع الحالي، حيث يقول السيد مصطفى، أحد سكان المدينة: “نحن فخورون بأن طنجة تستضيف هذا الحدث الكبير، لكننا نأمل أن تُولى الطرقات الاهتمام الكافي. فالطرق غير الجيدة تؤثر على صورة المدينة وتقلل من الراحة والأمان في التنقل.”
ومن جهة أخرى، ترى بعض الجهات الرسمية أن تحسين البنية التحتية للطرق يتطلب وقتاً وموارد ضخمة، وأن هناك خططاً قيد التنفيذ لتصحيح هذا الوضع. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الخطط لم تُنفذ بعد أو تواجه صعوبات في التنفيذ، مما يزيد من تباين الواقع بين الطموحات والواقع الحالي.
وتبقى هذه المعاناة مسألة تؤثر على الاستعدادات النهائية لاستضافة مؤتمر “ميدايز”، حيث يُتوقع أن تكون المدينة محط أنظار العالم، وأن تتوافد إليها شخصيات بارزة من مختلف المجالات. فإذا كانت طنجة ترغب في الحفاظ على مكانتها كوجهة عالمية ومركز مؤتمرات دولية، فإن تحسين شبكة الطرقات يُعتبر خطوة أساسية لتحقيق ذلك.
وفي هذا الصدد، يدعو الخبراء إلى الإسراع بتنفيذ مشاريع صيانة وتطوير الطرق، مع التركيز على المناطق الأكثر تضرراً، لضمان مرور سلس وآمن للزوار والمشاركين في مؤتمر “ميدايز” وغيره من الفعاليات المستقبلية. فالمدينة التي تشهد تطوراً في مجالات عديدة يجب أن تُواكب هذا التطور بتحديث بنيتها التحتية لتستفيد من مكانتها على الساحة الدولية.