في طنجة، يظهر التفاوت الاجتماعي بين الأحياء الراقية والمهمشة من خلال مستوى الخدمات والبنية التحتية ونمط الحياة اليومي للسكان. ففي الأحياء الراقية مثل كليفورنيا، الجبل الكبير، ومالاباطا، يتمتع السكان بشوارع نظيفة ومعبدة، وأمن مستتب، ومرافق حديثة مثل مراكز التسوق، المدارس الخاصة، والمستشفيات المتطورة.
وتعكس هذه المناطق رفاهية العيش بفضل الاستثمارات الكبيرة في العقارات والبنية التحتية، ما يجعلها فضاءً للطبقة الميسورة ورجال الأعمال.
ومن الجانب الآخر، تعاني الأحياء المهمشة مثل بني مكادة، العوامة، ومسنانة الشعبية من نقص كبير في الخدمات الأساسية. الطرق غير معبدة، والإنارة العمومية ضعيفة، وشبكات الصرف الصحي غير كافية، مما يؤدي إلى مشاكل بيئية وصحية.
وكما أن المدارس والمراكز الصحية في هذه المناطق غالبًا ما تفتقر إلى التجهيزات الضرورية، مما يجعل جودة الحياة فيها منخفضة مقارنة بالأحياء الغنية.
و تعكس الفرص الاقتصادية بدورها هذا التفاوت، حيث يتمتع سكان الأحياء الراقية بفرص عمل مستقرة ومجالات تعليم متقدمة تفتح لهم أبواب المهن ذات الدخل المرتفع. في المقابل، يواجه سكان الأحياء الفقيرة تحديات في الحصول على وظائف مستقرة، ويضطر العديد منهم إلى العمل في القطاع غير المهيكل، حيث الأجور المنخفضة والحقوق المحدودة.
وهذا التفاوت لا يؤثر فقط على مستوى العيش، بل يمتد ليشمل الفوارق الاجتماعية والثقافية، حيث يجد سكان الأحياء الفقيرة أنفسهم محرومين من المساحات الترفيهية والثقافية، بينما تستفيد الأحياء الراقية من الحدائق العامة والمرافق الرياضية والمتاحف.
و هذا الواقع يكرس فجوة واضحة بين الطبقات الاجتماعية، ما يجعل تحقيق العدالة المجالية في طنجة تحديًا يستلزم تدخلًا أكثر فاعلية لضمان تنمية متوازنة بين جميع مناطق المدينة.