تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي موجة جديدة من التحديات الخطيرة التي يدفع ثمنها شباب ومراهقون باحثون عن الشهرة أو المغامرة، وآخرها الحادثة المأساوية التي شهدتها مساء أمس مدينة طنجة في شاطئ الزهاني بمنطقة مرقالة، حيث لقي شاب مصرعه بعد أن أضرم النار في جسده أثناء تصوير تحدٍ مرعب على منصة “تيك توك” قبل أن تبتلعه الأمواج، هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، في ظل غياب الرقابة الحقيقية واستمرار المنصات الرقمية في توفير بيئة خصبة لمثل هذه الظواهر المدمرة.
كل يوم يظهر تحدٍّ جديد أشد خطورة من سابقه، وسط انتشار واسع بين المراهقين الذين يجدون في هذه المقاطع وسيلة للإثارة غير مدركين حجم العواقب. تحديات مثل “الحوت الأزرق”، “التعتيم”، و”إشعال النار في الجسم” ليست مجرد ألعاب إلكترونية، بل أصبحت مصائد موت توقع ضحاياها دون تمييز، بينما تبقى الجهات المسؤولة عاجزة عن فرض رقابة صارمة تحدّ من انتشار هذه الكوارث الرقمية.
المنصات الاجتماعية تتحمل مسؤولية مباشرة في تسهيل وصول هذه التحديات إلى ملايين المستخدمين، دون أي آليات جادة لمنعها قبل وقوع الكارثة، أما الأسرةفعليها دور أساسي في مراقبة المحتوى الذي يتابعه الأبناء والتوعية بمخاطر التقليد الأعمى لما يُنشر على الإنترنت، كما أن المؤسسات التربوية والإعلامية مطالبة بلعب دور أكثر فاعلية في كشف خطورة هذه التحديات وتحذير المجتمع من تبعاتها المأساوية.
لا يمكن أن يبقى هذا الوضع دون تدخل عاجل من الضروري اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة هذه الظاهرة، عبر تشديد الرقابة على المنصات الرقمية، وإطلاق حملات توعوية مكثفة، وتفعيل قوانين تحاسب مروّجي المحتوى الخطير. السكوت عن هذه التحديات يعني منحها فرصة للاستمرار في حصد المزيد من الأرواح، وإهدار مستقبل شباب وقعوا ضحية عالم رقمي بلا ضوابط.
الأمر لم يعد مجرد تحذير، بل أصبح مطلبًا ملحًا لإنقاذ أرواح بريئة من خطر الموت القادم من شاشة هاتف، في سباق غير عقلاني نحو الإعجابات والمشاهدات. لا بد من تدخل حقيقي قبل أن تتحول هذه الحوادث إلى ظاهرة يصعب إيقافها.