في إطار سعيه لتعزيز البنية التحتية للطاقة وتحقيق الأمن الطاقي الوطني، أبرم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب اتفاقاً مهماً لاستكمال تمويل مشروع إنشاء محطة الغاز “الوحدة” بإقليم وزان، بميزانية تُقدّر بحوالي 420 مليون دولار. يعكس هذا المشروع الطموح رؤية المغرب الاستراتيجية لتوسيع قدراته الإنتاجية في قطاع الكهرباء، إلى جانب المساهمة في تعزيز استقرارية الشبكة الكهربائية الوطنية وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
وقد جاء هذا الإعلان بالتزامن مع توقيع عقد إنجاز وتشغيل المحطة من طرف شركتي ميتسوبيشي باور اليابانية وتشاينا إنيرجي إنجينيرينغ كوربوريشن ليميتد (CEEC) الصينية، وذلك بالشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. وتجسد هذه الشراكة تعاونا استراتيجيا بين اليابان والصين لدعم قطاع الطاقة المغربي، حيث تشمل الصفقة توريد وتركيب توربينين غازيين، تبلغ القدرة المركبة لكل واحد منهما 450 ميغاواط، ما يمنح المحطة قدرة إجمالية تصل إلى 900 ميغاواط. ويأتي هذا المشروع في إطار صفقة مالية مهمة بلغت قيمتها 5.6 مليارات درهم (نحو 550 مليون دولار)، تهدف إلى تعزيز قدرات التوليد الكهربائي وتلبية الطلب المتزايد للمستهلكين في مختلف أنحاء المملكة.
ويشكل مشروع محطة الغاز “الوحدة” جزءاً محورياً من استراتيجية المغرب الرامية إلى تعزيز استقلاله الطاقي وتوسيع استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحقيق كفاءة أكبر في إنتاج الكهرباء. ويعكس هذا الاستثمار التزام المغرب بتنويع مصادر الطاقة وتعزيز استخدام الحلول الطاقية التي تتميز بالنجاعة والاستدامة، مما يسهم في تقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية ودعم التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
وعلاوة على أهميته الطاقية، من المتوقع أن يترك المشروع أثراً إيجابياً على الاقتصاد المحلي، حيث سيساهم في توفير فرص شغل عديدة، سواء خلال مرحلة البناء أو بعد بدء التشغيل، مما سيدعم التنمية الاقتصادية في إقليم وزان والمناطق المجاورة. كما سيعزز المشروع من نشاط المقاولات المحلية من خلال توفير فرص للشراكة في مختلف مراحل تنفيذه، مما يساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية وتوسيع قاعدة المستثمرين في قطاع الطاقة.
وبالإضافة إلى مساهمته في تحسين استقرار شبكة الكهرباء الوطنية، من المنتظر أن يلعب المشروع دوراً حيوياً في دعم الاقتصاد الوطني من خلال خفض تكلفة إنتاج الكهرباء، مما سيؤثر إيجابياً على القدرة التنافسية للصناعات الوطنية ويعزز جذب الاستثمارات الأجنبية. كما سيساهم المشروع في زيادة مرونة منظومة الطاقة المغربية، مما يساعد على مواجهة التحديات التي قد تنجم عن ارتفاع الطلب أو اضطرابات الإمداد.
ويمثل مشروع محطة الغاز “الوحدة” نموذجاً متميزاً للشراكة الدولية الهادفة إلى تعزيز البنية التحتية الطاقية، حيث يجمع بين خبرات الشركات العالمية والتوجه الاستراتيجي الوطني لتعزيز الأمن الطاقي. كما يجسد رؤية المغرب نحو تطوير مشاريع طاقية كبرى تضع الاستدامة البيئية والنجاعة الطاقية في صميم اهتماماتها.