وصلت يوم الأربعاء، 19 فبراير، أوّل شحنة من الحشيش الطبي (THC) من المغرب إلى مطار جنيف في سويسرا، بعد حصولها على الموافقة الرسمية من السلطات المغربية. وأعلنت شركة “ميدرو فارم” السويسرية، عبر حسابها على “فيسبوك”، أنّها عملت بالتنسيق مع السفارة السويسرية في الرباط على مدى عامين لدراسة سوق القنب الهندي في المغرب، وتأسيس شراكات مع المنتجين المحليين لضمان احترام المعايير التنظيمية المعمول بها.
وأشارت الشركة إلى أنّ المغرب كان لسنوات طويلة مركزًا ثقافيًا عالميًا في مجال القنب الهندي، إذ أسهم فنانون وموسيقيون من شتى أنحاء العالم في الترويج لشهرة الحشيش المغربي. غير أنّ عملية الإنتاج كانت تتم في السابق ضمن نطاق غير قانوني، قبل أن يشرع المغرب في استثمار خبرته العميقة في هذا المجال لتطوير صناعة منظّمة ومستدامة قادرة على خلق فرص اقتصادية مهمة.
وأكدت “ميدرو فارم” أنّ تصدير أول شحنة من الحشيش الطبي من المغرب يبعث برسالة قوية إلى الدول التي تمتلك إرثًا تقليديًا في زراعة القنب، تفيد بأنّ تنظيم هذا القطاع يعود بالفائدة على كل من المنتجين والمرضى، ويُعزّز السوق العالمية للقنب الطبي. وفي تصريح لباتريك ويدمر، مؤسس الشركة، أوضح أنّ الكمية المستوردة ستُوجَّه في البداية إلى أسواق أستراليا وبريطانيا، مع التخطيط لاحقًا لتوسيع التوزيع نحو دول أخرى. كما ذكر أنّ هناك 200 كيلوغرام من الحشيش الطبي في المغرب ستُصدَّر على مراحل إلى سويسرا، تمهيدًا للحصول على تصاريح لنقلها نحو وجهات إضافية.
واعتبر ويدمر أنّ ما تحقّق اليوم هو تتويج لرؤية بدأت قبل أكثر من خمسة وعشرين عامًا، حين زار المغرب للمرة الأولى، حيث رأى إمكانية تحويل هذا الموروث الثقافي إلى منتج طبي قابل للتسويق في أوروبا. ويؤكّد نجاح أول عملية تصدير أنّ الأسواق المنظمة للقنب الطبي ممكنة وتعود بالنفع على كل الأطراف المعنيّة، سواء كانوا منتجين أو مرضى أو فاعلين في قطاع القنب العالمي.