تواصل سلطات مدينة طنجة جهودها المكثفة لإعادة سوق القرب بني مكادة إلى حالته الطبيعية بعد الحريق الذي أتى على عشرات المحلات التجارية نهاية الأسبوع الماضي، متسببًا في خسائر مالية جسيمة للتجار. وتدرك السلطات مدى خطورة الوضع وتأثيره الاقتصادي والاجتماعي على المتضررين، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات سريعة للتخفيف من تداعيات الحادث.
وقد استُكملت عملية تنظيف السوق من مخلفات الحريق يوم الثلاثاء، تلاها إنجاز دراسة تقنية لتحديد الأضرار وإصلاح الدعامات المتضررة. وانطلقت أشغال الترميم يوم الأربعاء تحت إشراف مباشر من السلطات، حيث أسندت العملية إلى شركتين في المرحلة الأولى، مع انضمام شركتين إضافيتين لاحقًا لتسريع عملية إعادة البناء وإعادة فتح السوق في أقرب وقت ممكن.
وفي خطوة لدعم التجار المتضررين، قررت السلطات فتح الساحة المقابلة للسوق بشكل مؤقت، لتمكينهم من عرض منتجاتهم والتخفيف من حدة الخسائر التي تكبدوها. كما تسعى غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة إلى إطلاق مبادرة لجمع التبرعات وتقديم المساعدات، حيث صادق أعضاؤها على تخصيص مليون درهم لدعم المتضررين.
وفي سياق متصل، برزت اختلافات بين بعض الجهات حول توجيه الدعم المالي، حيث يدعو طرف إلى تخصيصه لدعم المعمل المحترق بالمنطقة الصناعية المجد، فيما يؤكد طرف آخر على أولوية توجيهه إلى التجار المتضررين بالسوق، مع إشراف السلطات على عملية التوزيع لضمان شفافية العملية وتفادي أي استغلال سياسي.