يعتبر الجلباب المغربي الرجالي من أبرز رموز الهوية الثقافية للمغرب، حيث يظل هذا اللباس التقليدي حاضرًا بقوة خلال المناسبات الدينية، وعلى رأسها عيد الفطر وعيد الأضحى. ففي صباح يوم العيد، يحرص الرجال من مختلف الأعمار، من الأطفال إلى الشيوخ، على ارتداء الجلباب، ليضفي على الأجواء طابعًا من الفخامة والاحتفاء بالمناسبة المباركة.
يتميز الجلباب المغربي بتصميمه الأنيق الذي يجمع بين البساطة والوقار، حيث يتكون من قطعة فضفاضة تمتد إلى الكاحل، مع غطاء رأس يُعرف بـ”القب”، يمنحه طابعًا مميزًا. وتتنوع خاماته بين الصوف والحرير والكتان، ما يجعله مناسبًا لمختلف الفصول والمناطق المغربية. كما تتعدد أنواعه، فهناك الجلباب المخزني الذي يُعرف بفخامته ودقة تطريزه، وجلباب البرنس المصنوع من الصوف السميك، والذي ينتشر في المناطق الجبلية، إضافة إلى الجلباب الصيفي الخفيف الذي يتميز بألوانه الزاهية وخاماته المريحة.
يعود تاريخ الجلباب المغربي إلى قرون مضت، حيث كان لباسًا يرتديه السلاطين والعلماء ورجال الدولة، قبل أن يصبح جزءًا من الثقافة الشعبية المغربية. ورغم مرور الزمن، لا يزال هذا الزي محتفظًا بمكانته، إذ يحرص المغاربة على ارتدائه في الأعياد، لما يضفيه من رونق خاص يعكس الفرح والاعتزاز بالعادات والتقاليد.
في يوم العيد، يكتسي المشهد في المدن والقرى المغربية طابعًا احتفاليًا مميزًا، حيث يتجه المصلون إلى المساجد مرتدين جلابيبهم البيضاء أو ذات الألوان الفاتحة، في لوحة تنبض بالأناقة والوقار. كما يُعد الجلباب اختيارًا مفضلاً لزيارات العيد، حيث يمنح صاحبه إطلالة متميزة تتماشى مع روح المناسبة الدينية.
ورغم التطورات التي شهدها عالم الموضة، ظل الجلباب المغربي صامدًا أمام تغيرات الزمن، حيث استطاع المصممون العصريون إضفاء لمسات حديثة عليه دون المساس بروحه التقليدية. وهكذا، يظل الجلباب المغربي أكثر من مجرد لباس، بل هو رمز للأصالة والهوية، يعكس عمق التراث المغربي وتشبث الأجيال المتعاقبة به، ليبقى سيد أزياء العيد بلا منازع.