تستعد شركة Balearia الإسبانية لإطلاق خط بحري جديد يربط بين ميناء طريفة الإسباني وميناء مدينة طنجة ابتداءً من الأسبوع الثاني من شهر ماي، في خطوة تندرج ضمن استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز حضورها في مضيق جبل طارق وتوسيع شبكة الربط البحري بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وقد أعلنت الشركة أن بيع التذاكر سينطلق الأسبوع المقبل، مع توفير أربع رحلات يومية في كل اتجاه، على أن يُرفع هذا العدد تدريجيًا تزامنًا مع حلول موسم الصيف وستمتد الرحلات من الصباح الباكر إلى وقت متأخر من الليل، مما يوفر مرونة واسعة للمسافرين ويعزز خيارات التنقل بين المدينتين.
ويمثل هذا الخط الجديد رابع الخطوط التي تشغلها Balearia بين إسبانيا والمغرب، وهو ما يعكس التزام الشركة بتوسيع حضورها في المنطقة وتعزيز الروابط الاقتصادية والسياحية بين الضفتين. وأعرب الرئيس التنفيذي للشركة “جورج باسول” عن حماسه لإطلاق هذا المشروع، مؤكدًا حرص الشركة على تقديم خدمات ذات جودة عالية تجمع بين الموثوقية والراحة.
وستعتمد الشركة على سفن سريعة تم تجديدها بالكامل بهدف توفير تجربة سفر متكاملة. وتتميز هذه العبارات بتجهيزات متنوعة تشمل مقهى، ومنطقة مخصصة للأطفال، ومرافق خاصة بالحيوانات الأليفة، ومتجرًا للهدايا. كما ستوفر Balearia عروض سفر قصيرة لمدة يوم أو يومين إلى مدينة طنجة، تتيح للزوار فرصة اكتشاف تراث المدينة الثقافي والتاريخي والمطبخي، برفقة مرشدين محليين.
وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية طموحة نحو مستقبل مستدام، إذ تعمل الشركة على بناء عبارتين كهربائيتين بالكامل، من المرتقب دخولهما الخدمة بحلول سنة 2027. وستتم صناعة السفينتين في أحواض بناء السفن “آرمون” بمدينة خيخون الإسبانية بطاقة كهربائية تبلغ 16 ميغاواط، موزعة على أربعة مراوح كهربائية تغذيها بطاريات بسعة 11,500 كيلواط في الساعة، قادرة على إتمام الرحلة الممتدة على 18 ميلاً بحريًا دون أي انبعاثات. وستُشحن هذه البطاريات خلال توقف السفن في الميناء، والذي يدوم ساعة واحدة فقط، عبر بطاريات عملاقة بقدرة 8 ميغاواط في كل من ميناء طريفة وطنجة، مستفيدة من ذراعين آليتين مزودتين بتقنية الربط الكهربائي المباشر OPS.
ويُذكر أن Balearia تنشط في المغرب منذ عام 2003، حيث دشنت أولى خطوطها البحرية بين ميناء الجزيرة الخضراء ومدينة طنجة. وفي عام 2017، أطلقت خطًا جديدًا يربط الناظور بميناء ألميريا، ثم أضافت خطًا ثالثًا في نهاية عام 2022 بين ميناء طنجة المتوسط ومدينة موتريل. وخلال سنة 2024 فقط، نقلت الشركة نحو مليون مسافر بين المغرب وإسبانيا، وهو ما يمثل 20% من إجمالي ركابها، كما سجلت ارتفاعًا بنسبة 7% في حركة نقل البضائع، بعد شحن أكثر من 2.2 مليون متر طولي من البضائع، أي ما يعادل قرابة 150 ألف شاحنة.