تشهد عدة أحياء شعبية في مدينة طنجة وعلى رأسها حي بني مكادة تزايدًا لافتًا في حوادث السرقة والاعتداءات التي تستهدف المواطنين بشكل شبه يومي، الأمر الذي أصبح يثير قلقًا واسعًا في صفوف الساكنة. وتتركز هذه الجرائم في الأزقة الضيقة والمعزولة، وغالبًا ما تقع في أوقات الصباح الباكر أو في فترات انخفاض حركة المارة حيث يستغل الجناة غياب المراقبة وانعدام التغطية الأمنية في بعض النقط السوداء.
في إحدى الوقائع التي أثارت الانتباه نُجيت فتاة من محاولة “كرساج” بعد أن لاحظت والدتها من نافذة المنزل شخصًا مشبوهًا كان يترصّدها ويختبئ بالقرب من الزنقة ، وبفعل يقظت الأم بدأت بالصراخ لتنبيه ابنتها والجيران ما أربك المعتدي ودفعه إلى الفرار قبل أن يتمكن من تنفيذ اعتدائه. هذا التصرف السريع ساهم في تجنيب الأسرة واقعة قد تكون مأساوية.
وفي حادثة أخرى وقعت بنفس الحي تعرّض رجل في طريقه إلى عمله لعملية نصب محكمة اقتربت منه امرأة بادعاء أن هناك من يراقبه وطلبت منه تسليم المال الذي بحوزته بحجة حمايته من “الاعتداء الوشيك” وبفعل عنصر المباغتة والضغط النفسي سلّمها مبلغ 750 درهم قبل أن يتبين له لاحقًا أنه وقع ضحية احتيال ذكي.
وتعكس هذه الحوادث واقعًا أمنيًا متوترًا تعيشه الأحياء الهامشية في طنجة حيث أضحت السرقات بمختلف أشكالها هاجسًا يوميًا يطارد السكان ويهدد سلامتهم الجسدية والنفسية ويرى عدد من المواطنين أن ضعف التغطية الأمنية في بعض المناطق وغياب كاميرات المراقبة يشجعان على تكرار هذه الأفعال الإجرامية.
في المقابل يطالب سكان هذه الأحياء بتدخل عاجل وحازم من السلطات الأمنية من خلال تكثيف الدوريات وتحديد النقاط السوداء التي تنشط فيها هذه الظواهر إضافة إلى تعزيز التنسيق مع المجتمع المدني في إطار مقاربة وقائية تحمي السكان وتعيد لهم الإحساس بالأمان.