انخرط العشرات من سائقي سيارات الأجرة بطنجة، صباح اليوم الاثنين 7 مارس الجاري، في الإضراب الوطني الذي دعت له مجموعة من النقابات، والذي سيستمر لمدة 72 ساعة، احتجاجا على الارتفاع المهول لأثمنة المحروقات.
وتجمهرت عشرات سيارات الأجرة، صباح اليوم في مدار “رياض تطوان” بمدينة طنجة، كتنزيل للشكل الاحتجاجي الذي أقرته عدد من النقابات.
وحسب ما عاينه موقع “أنفو سوسيال”، فقد فضل العديد من سائقي سيارات الأجرة الآخرين عدم الانخراط في الإضراب.
كريم ج. (26 سنة) سائق سيارة أجرة من الصنف ب، أخبرنا أنه قرر عدم الانخراط في الإضراب، كونه أب لطفلين ولا مصدر دخل له غير سيارة الأجرة، وأن توقفه عن العمل لمدة ثلاثة أيام سيسبب له ذائقة مالية كبيرة.
جواد ن. (اسم مستعار) مالك لمأذونية سيارة أجرة، يقول أنه لم ينخرط في الإضراب وأن السائق الذي يعمل لديه في الفترة الصباحية أراد ذلك، فلم يشأ أن يمنعه وفضل أن يعوضه بسائق آخر طيلة مدة الإضراب. جواد أخبرنا أسعار المحروقات وارتفاعها فعلا يضعه في موقف سيء خصوصا أما السائقين اللذين يعملان لديه، حيث بالكاد يتجاوز ربحه الشهري 2000 درهم، وأنه لم يرد يحذو حذو أصحاب المأذونيات الآخرين ويرفع السومة اليومية (ريسيتا) على سائقيه فهم لديهم عائلات وأسر ليعيلوها أيضا. وحول عدم مشاركته في الإضراب، رفع جواد يده للسماء وهو يقول أمري لله وابتسامة خافتة لا تفارق محياه.
وفي سياق متصل، كان المكتب الوطني للنقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة، قد أعلم في الـ27 من الشهر الماضي، انخراطه في الإضراب الوطني الذي دعت له المركزيات النقابية لمهنيي النقل الطرقي ابتداء من اليوم الاثنين 7 مارس، وطالب بالمقابل وزارة الداخلية بالإسراع في تنزيل مخرجات محضر الاتفاق الموقع بتاريخ 22 فبراير 2021 ضمانا لاستقرار العمل واستدامته.
المكتب وفي بلاغه والذي توصل “أنفو سوسيال” بنسخة منه، تحدث عن المشاكل العويصة التي يعاني منها قطاع سيارات الأجرة والتي زادت من حدتها الزيادات المتتالية في أسعار المحروقات، لتنضاف إلى التبعات الاقتصادية الكارثية لجائحة كورورنا وإلى التعاطي السلبي للحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام في التعاطي مع الملف المطلبي لمهنيي سيارات الأجرة، وعبر عن انفتاحه على كل المبادرات الرامية إلى التخفيف من حدة الاحتقان الاجتماعي عبر الاعتماد الفعلي لمقاربة تشاركية تروم القطع مع كافة الحوارات التي وصفها بالمغشوشة.