انطلقت، مساء الخميس بمسرح إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الدولي للعود بتطوان، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتكريم ثلة من العازفين وتسليم جائزة الزرياب للمهارات.
وشهد حفل الافتتاح تكريم كل من الملحن والمطرب محسن جمال، والفنان والملحن جمال الامجد، والمايسترو ابن مدينة تطوان هشام الزبيري، تقديرا لعطاءاتهم الفنية والابداعية المتميزة، ومساهماتهم في إغناء الخزانة الموسيقية المغربية، ولحفظهم التراث الموسيقي المغربي والرقي به إلى أعلى المراتب.
كما عرف الحفل تسليم جائزة الزرياب للمهارات لسنة 2024، التي يقدمها المجلس الوطني للموسيقى عضو المجلس العالمي للموسيقى-اليونسكو- بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لعازف العود عبادي الجوهر من المملكة العربية السعودية، والذي قدم رفقة مجموعته عرضا فنيا راقيا.
وجرى حفل افتتاح المهرجان، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع عمالة إقليم تطوان والمجلس الإقليمي لتطوان وجماعة تطوان، بحضور عامل الإقليم، عبد الرزاق المنصوري، وفعاليات ثقافية ومدنية ومنتخبة، بالإضافة إلى فنانين ومهتمين وعشاق العود، سلطان الآلات.
وتعتبر هذه التظاهرة، التي تعرف مشاركة وازنة لألمع العازفين على العود وباقي الآلات الوترية من ذوي التجارب المتفردة والمتنوعة من مختلف الثقافات، محطة ثقافية متميزة ومتجددة تهدف إلى تحقيق الاشعاع الثقافي والفني لمدينة تطوان، والتعريف بغناها الحضاري والتراثي وبدورها الفني الرائد.
وأبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير الفنون بالوزارة، هشام عبقاري، أنه “في ظل الاضطرابات التي تعتري العالم ما أحوجنا إلى الموسيقى، ذلك أنها هي وحدها التي تلفظ النشاز، وتتوقف إذا تسلل إليها، رافضة أي تماس مع أي ذرة تعكر الصفاء المطلق للتناغم”، معتبرا أن ذلك هو “العمق غير المرئي للمهرجان الدولي للعود بتطوان الذي طوى ربع قرن من السمو الموسيقي، جاعلا أوتار العود أجنحة ترفرف عبر الأقطار، لتنثر عبر فضاءات تطوان الهادئة نغمات المحبة بين اللغات والثقافات المختلفة”.
وأضاف الوزير أن العود الساحر أفرد مكانه الفسيح في خريطة التظاهرات الفنية الدولية التي راهنت عليها الوزارة للمحافظة على مختلف التعابير الفنية أولا، ولجعلها ثانيا في صلب النهضة الثقافية والتنمية الشاملة التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكد السيد بنسعيد أن توالي دورات المهرجان الدولي للعود جعلت من مدينة تطوان مصبا لجداول النغم والمناجاة، واليوم تطل الدورة 25 لهذا المهرجان على العشاق والمهتمين وعموم الجمهور، حاملة العمق نفسه وكل الجديد وذلك بحضور قامات العزف على الوتريات من مختلف البلدان الافريقية والمتوسطية والعربية، تكريسا للتقليد الذي سنه المهرجان عبر دوراته السابقة.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المدير التنفيذي للمهرجان، العربي المصباحي، إن هذه الدورة تشكل محطة أساسية ومهمة لكونها ترسخ حضور التظاهرة لأكثر من ربع قرن في مدينة تطوان الثقافية بامتياز، مضيفا أن المهرجان عاش خلال هذه الفترة رهانات وأسئلة لضمان استمراريته ومنحه امتدادات جديدة تماشيا مع ما تعرفه الساحة الفنية من تغيرات على مستوى الآلات والايقاعات والألحان.
وتتواصل فقرات هذه الفعالية الفنية على مسرح إسبانيول إلى غاية 1 يونيو بتقديم عروض وتجارب موسيقية متميزة ورائدة من المملكة العربية السعودية وليبيا وإسبانيا وجمهورية العراق ولبنان وموريتانيا وجيبوتي والمغرب، ما سيخلق سفرا موسيقيا وفسحة جمالية ترتقي بالأذواق وتعبر عن روح المغرب المنفتح على كل الثقافات والحضارات.
كما سيعرف المهرجان تنظيم معارض تشكيلية وفنية حول ذاكرة العود، فضلا عن فقرات موسيقية لفائدة نزيلات السجن المحلي بتطوان، بالإضافة إلى ندوة فكرية حول “رحلة العود بين الثقافات” يؤطرها أساتذة أكاديميون وباحثون، فيما يرتقب أن تحيي حفل الاختتام فرقة مزيكانتيس الاسبانية وعازف العود العراقي أحمد مختار والفنانة اللبنانية أميمة الخليل رفقة الموسيقار هاني سبليني، بالإضافة إلى فرقة إبداع للموسيقى العربية بقيادة الاستاذ إلياس الحسيني من المغرب.
و م ع