أصدرت مؤسسة “رويترز” مؤخرا تقريرا تحت عنوان “توجهات الإعلام الرقمي سنة 2024″، وكشف عن نتائج جديدة حول استهلاك الأخبار عبر الانترنت على المستوى العالمي، مستندا في دراسته على استطلاع أجرته شركة YouGov على أكثر من 95000 شخص في 47 دولة.
تطرق التقرير للأهمية المتزايدة التي توليها المنصات للأخبار وإنتاجها، كما تناول مواقف الجمهور تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في الأخبار، والدور الذي يضطلع به كل مبدع أو مؤثر.
في المغرب، حيث نسبة انتشار الإنترنت تبلغ 69%، اتضح أن التلفزيون والإذاعة يبقيان أهم مصادر الأخبار بالنسبة للعديد من المغاربة، كما أن 79٪ منهم يستقون الأخبار عبر الإنترنت، عن طريق وسائل الإعلام الإخبارية، وهي النسبة التي تقدمت بكثير على التلفزيون (41%) والطباعة (14%)، والتي تستخدمها الأجيال الأكبر سنا.
هذا ويركز السكان بشكل متزايد على الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فإذا كان فيسبوك (51%) ويوتيوب (50%) يتصدران المنصات الإلكترونية المستعملة لتتبع الأخبار، فإن تيك توك (22%) يحظى بشعبية أكبر لدى الأجيال الشابة، في حين يبقى موقع YouTube الأكثر استخداما من طرف المعلقين السياسيين والمدونين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، فإن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي من جهة، وانخفاض الثقة في المصادر التقليدية من جهة أخرى، جعلا المغاربة ضحية للمعلومات المضللة، وهو ما حدث خلال جائحة كوفيد. كما أن الثقة المنخفضة في مصادر الأخبار (31%)، وضعت المغرب في المرتبة 38 من بين 47 دولة التي شملها الاستطلاع. غير أن بعض العلامات التجارية تتمتع بمستوى عالٍ من الثقة، ويتعلق الأمر بـقناة ميدي 1 (68%) وإذاعة ميدي 1 (65%).
ختمت المؤسسة تقريرها بالإشارة إلى أن المشهد الإعلامي في المغرب لا يزال هشا، وبالتالي، فإن المغاربة يعتمدون على العديد من وسائل الإعلام المستقلة المنتجة ذاتيا، من أجل الحصول على الخبر، مثل قنوات اليوتيوب الخاصة بالمغاربة، أو الصحفيين المستقلين، أو الصحفيين المواطنين، أو وسائل الإعلام العربية مثل قناة الجزيرة.
للإشارة، فإن معهد رويترز لدراسة الصحافة هو مركز أبحاث وخلية تفكير تابعة لجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، تم تأسيسه في عام 2006، وهو يهتم بالأمور التي تؤثر على وسائل الإعلام الإخبارية في مختلف أرجاء العالم.
لطيفة بجو