أعلن المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة عن تشكل العاصفة شبه الاستوائية “باتي” شمال المحيط الأطلسي بالقرب من جزر الأزور، وهي تتجه حاليًا نحو السواحل الأوروبية. ويأتي هذا الإعلان وسط تزايد القلق بشأن التأثيرات المحتملة لهذه العاصفة على المغرب، خاصةً المناطق الشمالية منه التي قد تتأثر بالاضطرابات الجوية التي سترافق العاصفة.
تُعرف العاصفة “باتي” بأنها شبه استوائية، ما يعني أنها تجمع بين خصائص العواصف الاستوائية والمنخفضات المعتدلة. ويقدر المركز الوطني للأعاصير أن سرعة الرياح المصاحبة للعاصفة تبلغ حوالي 50 ميلاً في الساعة، مع إمكانية هبوب رياح أقوى في بعض الأماكن. ورغم أن “باتي” لا تزال ضمن نطاق العواصف المتوسطة القوة، فإن موقعها واتجاهها نحو أوروبا قد يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في الطقس على المناطق المجاورة، بما في ذلك شمال المغرب.
تشير التوقعات إلى أن “باتي” ستتقدم باتجاه البرتغال وتقترب من السواحل الأوروبية الغربية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي حين أن العاصفة قد لا تصل بشكل مباشر إلى اليابسة الأوروبية، فإن تأثيراتها الجوية قد تتوسع إلى المناطق المجاورة، خاصة شمال المملكة المغربية التي قد تشهد أمطارًا متفرقة، ورياحًا نشطة على فترات، وانخفاضًا طفيفًا في درجات الحرارة. ومن المتوقع أن تكون التأثيرات محدودة نسبيًا، إلا أن هذه التقلبات قد تؤدي إلى اضطرابات طفيفة في حركة الملاحة البحرية والصيد على السواحل المغربية الشمالية، مما قد يدفع السلطات المحلية إلى توجيه تحذيرات للصيادين ومرتادي الشواطئ لأخذ الحيطة والحذر.
في السنوات الأخيرة، تزايدت المخاوف بشأن احتمال تأثر مناطق شمال إفريقيا بالعواصف الأطلسية، التي كانت نادرًا ما تصل لهذه المناطق. ويعتقد خبراء الأرصاد أن ارتفاع درجات حرارة المحيط الأطلسي قد يؤدي إلى تعزيز مثل هذه العواصف، مما يجعل تأثيراتها تتوسع إلى مناطق لم تكن معتادة على هذه الظواهر الجوية. وبالرغم من أن العاصفة “باتي” ليست بالغة القوة، فإن تشكلها وتوجهها نحو الشرق يمثلان جزءًا من نمط جديد قد يتكرر في المستقبل نتيجة التغيرات المناخية.
وعلى الرغم من أن المركز الوطني للأعاصير يُطمئن بأن “باتي” لا تشكل خطرًا كبيرًا على القارة الأوروبية أو المناطق المجاورة، فإن المتابعة المستمرة تبقى ضرورية. وقد تقوم السلطات المغربية في حال حدوث تغييرات في توقعات الطقس بإصدار إرشادات وتوجيهات لتجنب المخاطر المرتبطة بهذه العواصف، مع ضرورة الالتزام بها للحفاظ على سلامة المواطنين، خاصةً في الشمال.