بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة، نظمت جمعية روح الخير للأعمال الإجتماعية والثقافية ومجموعة نوارس بشراكة مع المندوبية الجهوية للنقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية جهة طنجة نطوان الحسيمة، وبتنسيق مع المندوبية الجهوية لوزراة الثقافة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والمركز الثقافي بني مكادة، فعاليات الدورة الأولى لملتقى للزجل والفنون التراثية، تحت شعار “الزجل والكلمة الملتزمة سند الأغنية المجموعاتية والهوية الوطنية “، على مدى ثلاثة أيام، ابتداء من يوم الجمعة 08 وإلى غاية الأحد 11 نونبر 2024 وذلك بفضاء المركز الثقافي بني مكادة وقاعة العروض ببت الصحافة بطنجة.
ويندرج تنظيم هذا الملتقى في إطار الجهود الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والموسيقي المغربي، كما يهدف منظموه إلى رفع الوعي بأهمية التراث الثقافي المتنوع كركيزة أساسية للهوية الوطنية وإثراء التجربة الشعرية الزجلية في مختلف تجلياتها الجمالية والفكرية والاجتماعية، وإتاحة الفرصة أمام المبدعين الشباب للاستفادة والالتقاء بالشعراء الزجالين المحنكين والنقاد لتعميق تجاربهم وإغناء تجاربهم الشخصية، وكذا دعم التنمية المستدامة لمدينة طنجة ومحيطها من خلال الترويج للسياحة الثقافية.
واستحضارا لثقافة العرفان والتحفيز، شهدت الدورة تكريم العديد من الشخصيات الفنية والأدبية منهم الأستاذ والزجال محمد الباكي من مدينة العرائش، الفنان وصانع الآلات الاستاذ محمد المسعودي الملقب ب “سيدي خاي” من مدينة طنجة وكذا الفنان الشعبي المتألق “فيصل”. كما تم تكريم مجموعة من المبدعين وهم الزجال سعيد الحمياني ، الزجال عزيز أمرزكيو، الزجال يزيد العلوي الإسماعيلي، الزجال وعضو مجموعة لوناس الفنية عمر الشاعر، والزجال يزيد بنعمرو الخالدي.
انطلق الملتقى في يومه الأول بندوة فكرية حول موضوع “الزجل والأغنية المجموعاتية” احتضنتها قاعة العروض ببت الصحافة بطنجة وحضرها جمع من المهتمين والفنانين والمثقفين، الندوة التي أشرف على تقديم فقراتها الأستاذ “عمر الهدار” رئيس جمعية سواعد الخيرات وأطرها الأستاذ عبد القادر لفقيهي لمنيعي مدير الملتقى و المندوب الجهوي للنقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية جهة طنجة نطوان الحسيمة، الذي رحب بضيوف الملتقى مبرزا الأهداف المتوخاة من تنظيم الملتقى، ثم قدم بالتفصيل البرنامج الكامل للملتقى والأسماء الفنية التي ستكرم خلاله عبر سرد مساهماتهم في مجال الزجل والفن التراثي، بعد ذلك أخذ الكلمة الدكتور أحمد الزياني الباحث في الأغنية المجموعاتية والذي قدم محاضرة حول “القصيدة الزجلية: أغاني جيل جيلالة نموذجا”، حيث جال بالحاضرين في تجربة مجموعة جيل جيلالة الرائدة من خلال القصائد الزجلية التي غنتها والمواضيع التي عالجتها مبرزا تألقها في أداء الملحون.
في اليوم الثاني، وداخل فضاء المركز الثقافي بني مكادة، كان الجمهور على موعد مع سهرة فنية – زجلية ، فبعد عزف النشيد الوطني تقدم الزجال محمد الباكي ليلقي قصائد زجلية من ديوانه الجديد، بعد ذلك أتحفت “مجموعة نوارس” عشاق الاغنية المجموعاتية بأغاني من روائع “جيل جلالة” و”ناس الغيوان” وكذا بعضا من إنتاجاتها الجديدة، بعد ذلك جاء دور مجموعة “نجوم الفنيدق ” والتي عادت بالحضور إلى خالدات مجموعة السهام، بعد ذلك صعد الزجال سعيد الحمياني لإلقاء قصيدتين زجليتين صفق لهما الجمهور بحرارة، ليأتي الدور على “مجموعة الأثير” لتغوص في عوالم “لمشاهب” العميقة، وفي تجاوب قل نظيره مع الحضور، من خلال أغاني خلدت.
في اليوم الثالث للملتقى، افتتح الزجال “يزيد العلوي الإسماعيلي” فقراته بقراءة زجلية أبهرت الحاضرين، بعد ذلك صدحت مجموعة سعيد لحلاوة للفن الكناوي بطنجة، برئاسة المايسترو سعيد الحضري الملقب بـ “لحلاوة”، بأجمل أغاني الفن الكناوي التراثية، التي حركت الجماهير من كراسيها، مرددة معهم الأغنية تلو الأخرى داخل أجواء حماسية تنبض بعبق التراث المغربي العريق ، لتصعد المجموعة الشابة الطنجاوية “جيل الشمال” الخشبة مطلقة العنان لأصوات أفرادها في أداء جميل لأغاني مجموعة السهام وفي تناغم جميل مع عشاق الظاهرة، بعد ذلك اسمتع الحاضرون لقراءات زجلية للزجال يزيد بنعمرو الخالدي والزجال عمر الشاعر، ليكون مسك الختام مع مجموعة “غيوان اليوم ” والتي ألهبت القاعة بأغاني لمجموعة “ناس الغيوان” الخالدة واستطاعت أن تكسب قلوب المتفرجين الذين رددوا أغاني الغيوان مع المجموعة التطوانية المتألقة.
وفي ختام الملتقى قام المنظمون بتوزيع شهادات ودروع التقدير لجميع المشاركين في الملتقى لاسهاماتهم في إنجاحه وإغناء فقراته مؤكدين أن الزجل والفن التراثي لغة مشتركة بين جميع المغاربة، ولا يمكن حصره في ألوان فنية معينة وأن الباب مفتوح أمام الجميع في الدورات المقبلة. كما لم يفت مدير الملتقى السيد عبد القادر لفقيهي لمنيعي تقديم الشكر والعرفان للمندوبية الجهوية لوزراة الثقافة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وإدارة المركز الثقافي بني مكادة على تعاونهما ودعمهما اللامشروط وسهرهما على إنجاح الملقى، كما تقدم رئيس جمعية روح الخير للأعمال الاجتماعية والثقافية السيد “رشيد زعبط” بخالص التقدير والامتنان لنائب رئيس مقاطعة بني مكادة السيد “عبد الله الداجيدي” على جميل تعاونه ومساهمته اللوجستيكية خلال كل مراحل الإعداد للملتقى وعلى جهودها المستمرة والمخلصة خدمة للحركة الثقافية والفنية بالمقاطعة: كما خص السلطات بشكر خاص على سهرهم وتتبعهم لكل الأحداث الكبيبرة والصغيرة للملتقى.