يشهد قطاع النقل العمومي بمدينة الرباط خطوة مهمة نحو تحسين بنيته التحتية، من خلال مشروع جديد يرمي إلى بناء منصة تحت أرضية مخصصة لسيارات الأجرة بالقرب من المسرح الوطني محمد الخامس. وقد رُصد لهذا المشروع غلاف مالي يقدر بنحو 24 مليون درهم، في إطار الجهود المستمرة لتطوير العاصمة وتعزيز مكانتها كمدينة حديثة ومستدامة.
ويأتي هذا المشروع في سياق سعي السلطات المحلية لتنظيم حركة النقل العمومي، عبر توفير فضاء ملائم لسيارات الأجرة يتيح تحسين انسيابية حركة السير والتخفيف من حدة الازدحام، الذي يشهده هذا المحور الحيوي. وستتكون المنصة الجديدة من طابق أو طابقين تحت الأرض، ما سيوفر مساحة كافية لاستيعاب عدد كبير من سيارات الأجرة وتنظيم توقفها وانطلاقها بشكل أكثر سلاسة.
إضافة إلى ذلك، سيتم تهيئة ساحة مسجد مولينا المجاورة، في خطوة تهدف إلى الارتقاء بالمظهر الجمالي للمنطقة وتحسين جاذبيتها، ليس فقط من حيث البنية التحتية، ولكن أيضًا من حيث توفير بيئة مريحة وآمنة للمواطنين والزوار على حد سواء. ومن شأن هذا المشروع أن يساهم في تعزيز الراحة بالنسبة للسائقين الذين سيستفيدون من فضاء منظم، وكذلك بالنسبة للمسافرين الذين سيجدون سهولة أكبر في الوصول إلى سيارات الأجرة وتنقلها.
ويُعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية أوسع تتبناها السلطات المحلية بالرباط، والتي تهدف إلى تطوير منظومة النقل العمومي بشكل عصري وفعال، استجابةً للنمو المتزايد الذي تعرفه المدينة. كما يعكس هذا التوجه حرص الجهات المعنية على تحسين جودة الحياة الحضرية، من خلال مشاريع بنية تحتية تستجيب لحاجيات الساكنة والزوار، مع الحفاظ على جمالية المدينة ومكانتها كعاصمة للمملكة.
ومن المرتقب أن تُساهم المنصة الجديدة، إلى جانب المشاريع المماثلة، في تخفيف الضغط المروري الذي تعرفه بعض المناطق الحيوية بالعاصمة، لاسيما في محيط المسرح الوطني محمد الخامس، الذي يُعد وجهةً ثقافية وسياحية مهمة. ومع اكتمال هذا المشروع، سيكون بإمكان سيارات الأجرة العمل في ظروف أفضل، ما سينعكس إيجابًا على مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، ويُسهم في تحقيق رؤية الرباط كمدينة متجددة تحافظ على طابعها التقليدي، مع مواكبة متطلبات التنمية الحضرية الحديثة.