في قلب مدينة طنجة السياحية، يواجه الزوار والمواطنون تحديًا يوميًا يتمثل في نقص المراحيض العمومية، مما يؤثر سلبًا على تجربة السائحين وصورة المدينة على الصعيدين المحلي والدولي. ففي المناطق الحيوية التي تزخر بالفنادق والمطاعم والأماكن الترفيهية، يجد الكثيرون أنفسهم يبحثون عن حل سريع لقضاء حاجاتهم، إلا أن عدم توافر مرافق نظيفة ومناسبة يؤدي إلى إحراج وتوتر لدى الزوار.
يعتبر نقص المراحيض العمومية مشكلة تؤثر على النظرة العامة للمدينة، حيث أن السياح الذين يأتون لاكتشاف سحر طنجة وتاريخها الغني يواجهون صعوبات تجعلهم يفكرون مرتين قبل التوصية بالوجهة لغيرهم. وتزيد هذه القضية من الشعور بالإهمال الإداري في ملف خدمات البنية التحتية الأساسية، في وقت تُبذل فيه جهود كبيرة لجذب الاستثمارات والسياح إلى المدينة.
ومن جهة أخرى، يُشير الخبراء في السياحة إلى أن تحسين خدمات المرافق العامة، وعلى رأسها توفير مراحيض نظيفة ومجهزة في الأماكن السياحية، يعد خطوة أساسية للحفاظ على سمعة طنجة وتعزيز قدرتها على المنافسة مع الوجهات السياحية الأخرى في المنطقة. وقد أطلقت بعض الجمعيات المحلية حملات توعوية للمطالبة بضرورة تدخل السلطات المختصة لتخصيص ميزانيات لإنشاء وصيانة مراحيض عمومية في المناطق ذات الكثافة السياحية العالية.
وفي ظل الاستثمارات المتزايدة في مشاريع البنية التحتية والتنمية الحضرية، يبقى السؤال قائمًا حول السبب الذي أدى إلى تجاهل ملف المراحيض العمومية، رغم تأثيره المباشر على راحة الزوار ورضاهم. ويرى المواطنون أن توفير مراحيض عامة لا يعزز فقط صورة المدينة كوجهة سياحية راقية، بل يُعتبر أيضًا جزءًا من حقوق الإنسان الأساسية والكرامة الشخصية.
على ضوء ما تقدم، يتجدد النداء إلى الجهات المعنية لتقديم حلول عاجلة ومستدامة تُعيد لمدينة طنجة بريقها السياحي وتضمن تجربة إيجابية للزوار، إذ أن تحسين الخدمات العامة يمثل استثمارًا في مستقبل المدينة وسمعتها على المدى الطويل.