في قلب مدينة طنجة وبالضبط بأرض الدولة، حيث يُفترض أن يسود النظام والأمان، تحوّلت الأرصفة المجاورة لمدرسة ابتدائية ومركز صحي إلى مأوى مؤقت لمجموعة من الأشخاص بدون مأوى، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في مشهد يومي يثير القلق والخوف لدى الساكنة، خاصة الأطفال.
ويواجهون التلاميذ الصغار صباحاً مشهداً لا ينسجم مع براءة طفولتهم، إذ يضطرون للمرور بجانب أشخاص يبيتون في العراء، بعضهم في حالة صحية أو نفسية متدهورة. هذا الاحتكاك اليومي خلق نوعاً من الهلع لدى الأطفال، بل تسبب في امتناع البعض منهم عن الذهاب إلى المدرسة.
والمركز الصحي المجاور ليس بمنأى عن الوضع، فوجود هؤلاء المشردين عند بابه يثير استياء المرتفقين، خصوصاً الأمهات الحوامل أو المرافقات لأطفالهن، ما يفاقم الإحساس بانعدام الأمن في فضاء يُفترض أن يكون آمناً ومريحاً للجميع.
ورغم مرور دوريات أمنية من حين لآخر، تبقى التدخلات محدودة ولا ترقى إلى مستوى معالجة جذرية. تغيب المقاربة الاجتماعية والإنسانية، في ظل غياب مراكز إيواء قريبة أو برامج فعلية لإعادة إدماج هؤلاء الأشخاص في النسيج المجتمعي.
وقد رصدت جريدة أنفوسوسيال، خلال معاينة ميدانية، مشاهد متكررة لعدد من المتشردين وهم يفترشون الأرض بجانب المدرسة والمركز الصحي، في ظل غياب أي تدخل عاجل ينظم الوضع أو يضمن كرامة الجميع. المشاهد التي وثقتها الجريدة تعكس حالة من التراخي في التعاطي مع ظاهرة تتجاوز البعد الإنساني لتطرح تساؤلات ملحّة حول السلامة العامة، ومستقبل أطفال يواجهون الهشاشة عن قرب.